U3F1ZWV6ZTU0ODU5NzAwMzQxMDI1X0ZyZWUzNDYxMDI0Mjc0MDc3OA==

العروس المختارة : [ الفصل الثاني: العروس المثالية]



الفصل الثاني: [العروس المثالية]


السلام عليكم يا معشر القارئات الجميلات ♥️
أسعد الله أوقاتكن، كيف حالكن؟ إن شاء الله كلكن في أمان الله ورحمته.

ملاحظة صغيرة: في آخر الفصل بعض من المعلومات لكل من تحب أن تتعرف أكثر على التفاصيل في القصة.

إستمتعوا بالفصل ♥️

------------------------------------{ 2 }-------------------------------

"مساء الخير للجميع، وأهلاً بكم في هذا الحفل" بدأ حديثه لترفع رأسها تنظر إليه حيث يقف، كان رجلاً بطولٍ متزن، وبتقاسيم وجهٍ جميلة حقًا، وإن لم يكن أوسم رجلٍ رأته في حياتها، إلا أن حضوره كان طاغيًا لا يُمكن تجاهله، تابع قائلاً "هذا المساء، لن ينتهي الحفل قبل أن أختار من ستكون شريكة حياتي... من ستشاركني مسؤولية، وعبء، حمل اسم العائلة...الاسم الذي أتيتن من أجله"

توسعت عينيها بدهشة، لقد سمعت عن صراحته وغروره، لكن كانت هذه مرتها الأولى التي تشهد عن هذا على أرض الواقع، ابتسمت بازدراء، فبالرغم من وقاحة تصريحه، إلا أنه لم يكن بعيدا عن الحقيقة.. لقد أتين بالفعل راغبات في العيش تحت ظل اسمه وثرائه.

فجأة انتابها شعور بالشفقة عليه وعلى الحاضرات.. هذا الحفل لم يكن سوى مزاد علني يبيع فيه هذا الرجل نفسه، ومَنْ هنا لم يَكُنَّ أفضل منه حالا، بعضهن أتين طمعا وبعضهن قد أتين مع وهم أنهن قد يوقعنه في حبهن، لكنها كانت تنظر إلى ما وراء وجهه وماله.

هذا رجل تخلى عن المشاعر منذ زمن.

استدار ليتحدث إلى خادمه الذي يقف بجواره، فركّزت نظرها عليهما معًا، هذه جزئيتها المفضلة، كانت المسافة بعيدة، وربما لن تتمكن من قراءة شفتيه، لكنها بالتأكيد ستلتقط ما يكفي من إشارات لغة جسده.

كان يشير بإصبعه إلى الأسفل أثناء حديثه، مرة نحو جانب البهو الواسع، ومرة أخرى نحو وسطه ولا شك أنه يشير إلى الفتيات. 

بدا لها أن أول اختبار قد تم بالفعل، وهو الآن يختار من سيغادر منهن، لقد كانت مستمتعة للغاية وهي ترقص بعينيها عليهما، ومتلهفة لتكتشف إن كانت استنتاجاتها صحيحة أم لا.

"سيّداتي! بعض الانتباه"، قال خادمه هذه المرة، ثم أكمل "لقد تم تقييم الاختبار الأول، ونصفكن تقريبًا لم ينجحن"

عقدت حاجبيها بعدم فهم، صحيح أنها خمّنت الأمر مسبقًا، لكن ما هو هذا "الاختبار" الذي يجعل نصف الفتيات يُستبعدن بهذه البساطة؟!

"نصفكن لا يثير الاهتمام، وغير جذاب بما يكفي"، قالها السيد هارفي دون أي تردد ولا سخرية في نبرته.

"يا إلهي!" قالت بينها وبين نفسها، إن هذا الحفل حقا سيكون استثنائيا.

استدارت نحو جورجيا، التي كانت لا تزال تضع قطعة القماش على وجهها... لقد كانت بالفعل خطوة ذكية منها.

نزل الخادم ورافقه رجلان آخران إلى الأسفل ليقوم بعزل الفتيات اللواتي تَقَرَّر رحيلهن، ورغم مغادرتهن، بقي الحفل يعج بالحاضرين.

"سأضع لكم بعض الموسيقى... احتفلوا ببقائكم"، قال وهو يشير بيده نحو الفرقة الموسيقية التي بدأت بالعزف فورًا.

لكن السيد هارفي لم يغادر، بل ظل واقفًا في الأعلى، يراقب الجميع بعين ثابتة ليبدأ عقلها في التفكير مباشرة... لا بد أن هذا هو الاختبار الثاني.

لكن ما هو؟ لا زالت لم تكتشف ذلك بعد.

تقدّمت بعض الفتيات إلى ساحة الرقص، بينما كانت جورجيا لا تزال تتحدث مع والدتها بقلق، فهي نفسها لم تستطع فهم ما يدور في ذهن ذلك الرجل.

نظرت إليه مطولا لكنه لم يُحرك ساكنا، ماذا الآن؟ كيف تكتشف إختباره يا ترى؟ أغمضت عينيها للحظة تستمع إلى الموسيقى... هذه المعزوفة مألوفة، إنها بلا شك لتشارلز تايلور.

لكن السيد هارفي لا يستمع للموسيقى العامية، وهذا شيء معروف عنه، لقد كان مغرمًا فقط بالأوبرا الكلاسيكية.

ف.. هل هذا هو الاختبار يا ترى؟ 

هذا هو!!

تقدّمت بسرعة نحو جورجيا التي بدأت في التحرك نحو دائرة الرقص وأمسكت ذراعها بقوة لتسحبها إلى الخلف 

"ما الذي تفعلينه؟" سألتها جورجيا بحدّة، لكنها ردّت بسرعة دون خوف

"أنقذك من الإقصاء، يا ذكية!"

"ماذا؟ ما الذي تقولينه؟" سألت جورجيا بحاجب مرفوع يعبر عن عدم فهمها لتكمل الأخرى

"هذا هو الاختبار الثاني، إنه لا يريد رؤية رشاقتكن في الرقص ولا تناغمكن مع الموسيقى... بل هل تعرف عروسه أبسط الأمور عنه؟ تذكري يا جورجيا، إنه لا يحب هذا النوع من المعزوفات، يراه مبتذلًا لأن ذوقه رفيع.. فهو عاشق للأوبرا، لذا لا تُظهري أي تفاعل الآن وإنتظري فقط"

"صحيح" قالت جورجيا بشرود وهي تركز مع المعزوفة، إنها فعلا معزوفة عامية، لكن لم يخطر ببالها أن هذا هو الغرض منها.

"اتركِ ذراعها ولا تناديها بإسمها!" قالت السيد ليديا التي انضمت إليهما من بين أسنانها لتنتبه كلتاهما لوضعهما الغير اللائق بخادمة وسيدتها.

"أعتذر، كان من الضروري أن أتصرف بسرعة.. سيظهر فنان يغني الأوبرا بعد إنتهاء هذه المعزوفة، هذا ما لدي وأنتي تصرفي كما يليق بك" قالت وانسحبت عائدة إلى مكانها في الزاوية ولم تلاحظ عينه التي انجذبت مجددا إليها.

كيف لا ينظر إليها وهي تبدو كالغراب، كمعزوفة حزينة تُعزف وسط زفاف، لا تنتمي إلى ضجيج الفرح من حولها وتبرز كلما التفتت.

كان هناك ما يزعجه في هذه الخادمة... لمست لوحاته وتتجول بكل حرية وسط حفله كأنها تملكه.

لقد كان أرفع شأنا من أن يولي اهتمامه بخادمة! لذا إستدار ليكمل مراقبة الآنسات.

بعد بضع معزوفات، هدأت الأجواء وتقدّمت امرأة نحو الفرقة الموسيقية. كانت ترتدي فستانًا أنيقًا بلونٍ أحمر لافت، إنها هي... مغنية الأوبرا الشهيرة القادمة من فرنسا، مادام كاميليا روشيه.

اتسعت ابتسامة النصر على وجهها، فما كان أكثر تسلية من منافسة الفتيات على السيد هارفي هو هذه اللعبة الصغيرة التي تخوضها مع نفسها، تفكيك إختباراته قطعةً بعد الأخرى.

"سيد هارفي" تمتمت وهي تنظر إليه ثم أكملت "إنك أسهل مما توقعته"

وقفت جورجيا تتسائل.. الآن، ما العمل؟ هل تُبدي إعجابها بمادام كاميليا؟ وكيف تُميز نفسها عن بقية الفتيات اللواتي سيفعلن الشيء ذاته؟ إنها تحفظ مقطوعاتها عن ظهر قلب، وتعلم جيدًا مدى إعجابه بها، إلى جانب فنانين آخرين. عضّت على شفتها بتوتر، لكنها قررت خوض المغامرة والمجازفة بلفت الانتباه... أكثر مما ينبغي ربما.

"عذرًا!" قالت بصوتٍ مرتفع، وهي ترفع أطراف فستانها بأناقة وتنحني برشاقة.

"لا أصدّق عيناي! أنا من أشد المعجبين بكِ يا سيدتي. أعلم أن طلبي هذا قد يبدو خياليًا، لكن... هل يمكنني الغناء إلى جانبك؟ أحفظ كل مقطوعاتك عن ظهر قلب."

هزّت مادام كاميليا رأسها بابتسامة بسيطة، ثم أجابت
"طبعًا، تفضّلي."

من بعيد، راقبتها هي بتركيز، لا يُستهان بدهاء جورجيا، لكنها تبالغ مجددًا، إطراء بسيط كان كافيًا تمامًا، ولهذا بدأت تشعر بشيء من القلق حيال غنائها إلى جانب مادام كاميليا.

إنها تريد من جورجيا أن تنجح وذلك لتضمن دخولها إلى قصر السيد هارفي أيضا لغرض في قلبها تريده.

رفعت رأسها لتنظر إليه، فوجدت نظره مُثبّتًا على الخشبة، لقد نجحت في لفت انتباهه بما يكفي ليتذكرها.

شعرت بجسدها يسترخي مع بداية المعزوفة، وسمحت لنفسها بنظرة جانبية إلى اللوحة المعلّقة بجانب كتفها... صورة لطفل صغير يقف وحده أمام شجرة كبيرة وعليها أرجوحة.

يا للعجب، هذه اللوحة أيضا لا تبدو مناسبة أبدًا لحفل صاخب كهذا، ثم إن السيد هارفي لا يُعرَف عنه شغف خاص بالرسم، ولم يُبدِ من قبل أي إعجاب يُذكر بالفن التشكيلي.. هذا ما تداولته الشائعات حوله.

كانت اللوحة متقنة كغيرها، بألوان زيتية بسيطة، لكنها متقنة الصنع. تعمّقت في تفاصيلها، وعينها التقطت شبح جسد آخر بالكاد يظهر، يضع يده على كتف الطفل، شبه مخفي بين ظلال الألوان...تظن أن هذا هو أسلوب الرسام الذي أنجز هذه اللوحات وقد كان نمطا شائعا ومشهورا، إنه يُخفي شيئًا من مشاعره في كل لوحة، يدفنها بين الطبقات.

انتهى الغناء، وتلاشى الملل، لتعود الحماسة تتصاعد داخلها من جديد، شوقًا لمعرفة إن كانت محقّة مرة أخرى.

"هذه المرة لن أشرح حتى السبب الذي يجعلني أطلب من البعض، أو بالأحرى، الأغلبية..أن ترحل. هذا اختبار بسيط، وكان ينبغي أن تكتشفوه بسهولة." قالها ببرود كالعادة، وأشار بيده إلى خادمه، الذي بدأ على الفور بإفراغ القاعة دون الحاجة إلى أي تعليمات إضافية.

وهنا تأكدت أن من سيرحلن الآن هنّ اللواتي كنّ يرقصن في الدائرة. أما الباقيات، فعددهن أصبح قليلًا للغاية.

بالنسبة لها، لم يكن ذلك عادلًا أبدًا. ماذا عن الفتيات اللواتي يعرفن جيدًا شغفه بالأوبرا، لكنهن ببساطة أردن الرقص؟ فقط للمرح..دون نوايا أخرى.

"سأساعدكن هذه المرة بما أن العدد بدأ يضيق" قال ذلك، قاطعًا تيار أفكارها، لتُفتح بوابتان من بين أبواب القصر العديدة، ويظهر عدد من الخدم.

انقسم الخدم إلى مجموعتين، الأولى ترتدي الأبيض ووقفت إلى جانب الفرقة الموسيقية، والثانية بثياب زرقاء فاتحة واصطفت قرب اللوحة العملاقة التي كانت قد لمستها من قبل.

"اختاروا واحدًا من كل مجموعة... الموسيقى أو فن الرسم."

ابتسمت بخفة، الكل يعرف عن حبه للموسيقى، أليس هذا الأمر واضحا؟ أيمكن للاختبار الثالث أن يكون أسهل من الأول والثاني؟

"مريب" تمتمت مجددا تحت أنفاسها وهي تراقب اللوحة العملاقة التي يقف تحتها الخدم، شيء ما غير طبيعي هنا لكنها لم تستطع تحديد ما هو، أعادت نظرها للوحة المعلقة فوق كتفها وأخذت تنظر إليها بأعين متفحصة.. إن كانت هناك خدعة ما، فما هي يا ترى؟

في هذه الأثناء، اختارت جورجيا خادمًا من مجموعة الموسيقى، وهو ما فعله الجميع تقريبًا... باستثناء سيدتين اختارتا مجموعة الرسم.

"ممتاز." قال السيد هارفي وهذه المرة نزل إلى حيث يقف الجميع، يتحرك باتزان الى أن وقف في وسط البهو، ثم أكمل "كنت أتوقّع أن يختار الجميع الموسيقى... لكن هذا الإختيار خاطئ"

استدارت بسرعة تنظر إليه وازدادت سرعة تنفسها، كانت تعلم أن هناك شيئاً لا يتلائم مع سهولة هذا الإختبار، صحيح أن وجود اللوحات التي لا تناسب جو الحفل كان كافيا لتشك في أمرها، لكن من أين ظهر هذا الحب المزعوم للرسم؟! لم يزر معرضا ولو لمرة واحدة في حياته ولم تذكر عنه الشائعات شيئا كهذا.

شعرت بشيء ثقيل يضغط على صدرها بينما كان خادمه يشرع في إخراج الفتيات اللواتي اخترن الموسيقى، تحرّكت بخفّة نحو جورجيا ووالدتها، قلبها يضجّ بالقلق والرفض لفكرة الخسارة بهذه السهولة.

لا، لا يمكنها قبول هذه النهاية، لديها هدف يجب أن تصل إليه... وعليها التفكير بسرعة!

وبينما كانت تتحرّك نحو جورجيا، لم تنفكّ عيناها عن تتبّع اللوحات المعلّقة على الجدران، تتجوّل من واحدة إلى أخرى في محاولة يائسة لالتقاط ما فاتتها من تفصيلة.

كانت متأكدة أنّ السرّ مختبئ هناك، في تلك الزوايا الدقيقة.

لاحظت الجسد والوجه في كل لوحة... لكن ما الذي بقي مخفيًا إذًا؟

ضيّقت عينيها بتركيزٍ شديد، وفجأةً اتّضحت لها الصورة. السؤال لم يكن عمّا هو مخفي... بل عمّا هو واضح بشكل صارخ.

عندما وصلت إلى جورجيا همست لها "هل أنقذك مجددًا؟" لتردف جورجيا بسرعة ودون تردد "فورًا!"

ابتسمت بثقة وهمست "إذاً، لا تُخرجي صوتًا مهما حدث"

استدارت قبل أن تصلا إلى الباب، ثم استجمعت شجاعتها وصرخت بصوت مرتفع "عذرًا! أنا آسفة يا سيدي، لكنني لا أستطيع الصمت بعد الآن!!"

"ما الذي تفعلينه؟!" صرخ الخادم بغضب وهو يُمسك بذراعها بشدة، فردّت بعناد "أتركني! هذا أمر مهم!"

أرادت جورجيا التدخل لكنها عرفت أن شيئًا ما يجول في عقلها، فآثرت الصمت.

"ما الذي يـ..." توقف عن الكلام فجأة عندما وقعت عيناه عليها، رفع حاجبه باستعلاء، شيء ما من الكره كان ينمو بداخله تجاه هذه الخادمة المتسلطة اللسان، عديمة الذوق.

قالت بصوتٍ قوي وهي تشير لسيدتها "سيدتي تستحق البقاء أكثر من أي شخص هنا، لأنها رأت ما لم يره أحد في هذا الحفل!"

التفت لينظر نحو من تشير إليها، أليست هذه هي التي غنّت قبل قليل مع مادام كاميليا؟ 

"وما الذي لاحظته؟"

"سيدتي لم تكن ترغب أبدًا بأن أقول شيئًا، لكنني سأتكفل مسؤولية تدخلي..." رفعت عينيها بثقة رغم ارتجاف صوتها ثم أكملت "أنت لا تحب أي رسام، ولم تلاحقك شائعة واحدة عن حبك للرسم. لماذا؟ لأنك لم تجد أحدًا يرقى لمثالية تلك اللوحات المعلقة هنا، في خيالها، في تقنيتها، في دقتها... أنت من رسمها، والرسام الوحيد الذي يثير إعجابك هو نفسك وبما أنك ذو كبرياء عظيم، لم تسمح لنفسك بأن تُشهر اسمك الحقيقي، فاحتفظت بحبك للرسم لك وحدك"

ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة، كمن يكتشف لعبة مسلية لم يكن يتوقعها، لم يكن استنتاجها دقيقًا تمامًا... لكنه جزئيًا صحيح.

أشار برأسه نحو جورجيا وقال بصوت هادئ وهو يراقبها "وما الذي قادك لهذا الاستنتاج المثير؟"

كانت جورجيا تشعر بحرارة غريبة تسري داخل عروقها، قلبها ينبض بسرعة ولا تعلم كيف تتعامل مع الموقف وقد وجه إليها السؤال مباشرة..

"حروف اسمك المنقوشة في زاوية كل إطار" تدخلت الخادمة مرة أخرى وأعقبت بسرعة لم تعطيه فيها فرصة ليعترض "أردت أن تُضلِّل الكل بالجسد المخبأ في اللوحة هناك والوجه الباهت خلف الأقنعة، وكآبة لوحاتك التي لا تلائم الحفل، كل هذا كي لا يلاحظ أحد توقيعك الواضح أمام أعينهم، لكن سيدتي وحدها رأت ذلك، وافترضت أنك لا تريد أن يعرف أحد، ولهذا اختارت الموسيقى رغم معرفتها الكاملة.. ألا تعتقد أن هذا يجعلها تستحق البقاء؟"

في الحقيقة هو لم يعتمد على هذا التفصيل لتعرفه المتباريات.. كان لديه شيء آخر لكنه سيضعه جانبا مع لائحة الأسئلة التي ستُجيب عليها عروسه بعد اختيارها، فطبعا الحفل، لم يكن سوى البداية.

"إنني أكثر تواضعًا من أن أضعك في موقف كهذا" قالت جورجيا بهدوء وهي تحاول أن تبدو واثقة، الآن بعدما عرفت لماذا وقع الاختيار على الرسم، ستُعيد امساك زمام الأمور فلا يمكنها البقاء على صمتها دون تدخل.

"مثير للإعجاب..." قال السيد هارفي وهو ينظر إليها نظرة طويلة متفحصة، تلمع فيها ابتسامة شبه خفية "يبدو أنه بعد كل شيء..أنت العروس المثالية، فالاختبار الأخير للحفل لم يكن سوى، لماذا اخترتما الرسم بدل الموسيقى؟"

أخذت جورجيا نفسًا عميقًا، وابتسامة النصر تكاد تشق الثوب الذي يغطي وجهها، لا تصدق أنها قد ربحت المسابقة بأكملها، لكنها سرعان ما تذكرت، أن السيد هارفي ليس غبيا ومعاييره عالية، لقد اختارها الآن لكنها تعلم أن ملايين الأسئلة ستأتي بعد هذا وللنجاة حتى يوم الزفاف، كان لديها حل واحد فقط...أن تستمر في الاعتماد على خادمتها.

لقد كانت دائما النتيجة الصحيحة في كل معادلة والورقة الرابحة التي تحتفظ بها جورجيا طوال حياتها بعناية في يدها.

فيوليت.

--------------------------------------------------------------------------

إليكم بعضا من المعلومات عن ما ذُكر في القصة للآن 

الأوبرا بدأت في إيطاليا وفي نهاية القرن السابع عشر، أي في زمن قصتنا، انتشرت بقوة في فرنسا وإنجلترا وألمانيا.. وكانت الأوبرا في هذه المرحلة تعتبر وسيلة ترفيه نخبوية مخصصة للنبلاء والأرستقراطيين، وغالبًا ما تُعرض في القصور أو في دور الأوبرا الملكية

نمط الرسم الذي اعتمد في لوحات السيد هارفي في الحفل 

واقعية هولندية نفسية (Dutch psychological realism).

كان هذا النط مشهورا في أواخر القرن السابع عشر وخصوصا في الأوساط النبيلة.. اهم خاصياته هو الدقة في الرسم والتركيز على التفاصيل لإظهار عمق اللوحة.

وهذا كان الفصل الثاني، أتمنى أنكن استمتعتن ولقارئات القصة قبل التعديل.. هل لاحظتن أي تغيير؟ ❤️❤️



تعديل المشاركة Reactions:
author-img

DarkStar Stories / قصص النجم الأسود

لا تسطع النجوم إلا في سماء مظلمة و ما أنا إلا نجم متفجر في سمائي الخاصة، مرحبا بك في سمائي و تعال معي لنسطع معا
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة